السمنة عند الأطفال

السمنة عند الأطفال

السمنة عند الأطفال تعتبر السمنة إحدى أهم المشكلات الصحية المنتشرة بشكل كبير على مستوى دول العالم بما فيها عالمنا العربي، وحين نتحدث عن السمنة عند الاطفال يصبح الأمر غاية في الاهمية حيث ان خطورتها في عمر الطفولة والمراهقة تتمثل بارتباطها الوثيق بحدوث العديد من الأمراض المزمنة في المستقبل بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية والاجتماعية.

يعاني الطفل من السمنة حين يحتوي جسمه على كميات زائدة من الدهون، حيث يكون وزن الجسم لديه أعلى من الوزن الطبيعي المناسب لطوله ومرحلته  العمرية، ويعد مؤشر كتلة الجسم (BMI = Body Mass Index) أفضل معيار لقياس السمنة والذي يتم حسابه بتقسيم الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، وتتم مقارنة نتيجة هذا المؤشر مع جداول تربط النتيجة مع تصنيف الحالة ودرجتها، وتختلف جداول الأطفال والمراهقين عن الجداول المستخدمة للبالغين بسبب اختلاف محتوى الدهون في الجسم خلال المراحل العمرية المختلفة بين الذكور والإناث، وكذلك تختلف الجداول الخاصة بالذكور عنها للإناث عند الأطفال والمراهقين .

ويقوم الطبيب بتحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بالسمنة أم لا حيث أن بعض الأمهات قد لا ينتبهن إللى سمنة أطفالهن ويعتبرن أن وزنه طبيعي. لذلك يجب متابعة نمو الطفل خلال مراحل عمره المختلفة مع الطبيب الخاص به لتحديد ما إذا كانت حالة الطفل طبيعية  أو أنها تحتاج إلى الضبط والتنظيم أو التدخل الدوائي أو الجراحي في بعض الأحيان  .

لهذه الأسباب تحدث السمنة عند الأطفال

تشير الدراسات الحديثة إلى أن نسبة البدانة وزيادة الوزن لدى الأطفال في عالمنا العربي مقاربة جداً لدول الغرب مثل أمريكا وكندا وألمانيا، وتُعزى معظم اسباب حدوثها إلى أنماط الحياة المتبعة والمتمثلة بارتفاع مستوى السعرات الحرارية في الأطعمة التي يتم تناولها مثل الوجبات السريعة الغنية بالدهون والكربوهيدرات بالاضافة الى المشروبات الغازية والعصائر والحلويات الغنية بالسكريات.

وكذلك أدّى انتشار ألعاب الفيديو والأجهزة الالكترونية وإدمان الأطفال عليها لفترات طويلة إلى انخفاض معدل النشاط البدني اللازم لصرف السعرات الحرارية التي يتم تناولها.

ومن الأسباب النادرة والهامة أيضاً وجود بعض الاعتلالات الهرمونية لدى الأطفال والتي تؤثر في نسبة النمو وحرق السعرات مثل هرمونات الغدة الدرقية والغدة النخامية وغيرها. وهناك حالات أخرى يلعب فيها العامل الوراثي دوراً كأن يكون أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من البدانة المفرطة والمزمنة حيث يؤثر ذلك في السلوك الغذائي لدى الأطفال ويؤدي إلى حدوث السمنة لديهم .

مضاعفات السمنة وانعكاساتها النفسية على الأطفال

استمرار البدانة عند الطفل تجعله عرضة أكثر من غيره للإصابة بالأمراض المزمنة في سن مبكّر مثل أمراض السكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين وارتفاع الكوليسترول.

وكذلك تعتبر حالات السمنة المفرطة عند الأطفال أحد أكبر مسبّبات الاصابة بأمراض الكبد والمفاصل واختلالات العمود الفقري والربو والاضطرابات التنفسية وقد تؤدي السمنة أحياناً عند الأطفال إلى البلوغ المبكر خصوصاً عند الاناث، بالإضافة إلى المضاعفات النفسية مثل قلة الثقة بالنفس وهبوط المعنويات والخجل من ممارسة نشاطاته الحياتية بسبب تعرضه للانتقادات والسخرية أحياناً.

وكذلك تؤدي السمنة إلى القلق والخوف من المستقبل وتولّد شعوراً لدى الطفل بأن صحته مهددة للإصابة بالمضاعفات والأمراض، وقد تؤدي كثرة الضغوط النفسية الناتجة عن اصابة الطفل بالسمنة أحياناً إلى الاكتئاب.

علاج السمنة عند الأطفال

متابعة الأطفال هي أولى الخطوات الواجب اتباعها لتفادي حدوث السمنة ومنع تفاقمها، وذلك بالمبادرة بزيارة الطبيب في حال لاحظ الأهل زيادة في وزن الطفل ليقوم بتشخيص الحالة وتحديد أسبابها واتخاذ الاجراءات اللازمة واعطاء النصائح، ومنها:

  • تناول الأطعمة قليلة الدهون والسعرات الحرارية والحفاظ على تناول وجبات متوازنة غنية بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وشرب الماء.
  • تجنب تناول الوجبات أمام شاشات الأجهزة الالكترونية والتي تؤدي لاستهلاك كميات اكبر من الطعام وعدم حرقها لقلة الحركة والخمول.
  • تشجيع الطفل على اتباع العادات الصحية ومكافئته عند الالتزام بذلك مع الحرص على تجنب انتقاد الطفل بسبب وزنه الزائد.
  • تعويد الطفل على ممارسة الرياضة والحركات التي يبذل فيها مجهوداً كافياً لحرق السعرات والدهون التي يتم تناولها وتجنب تراكمها في الجسم.
  • أحياناً قد يلجأ الطبيب إلى اعطاء الطفل بعض الأدوية لعلاج السمنة عن طريق تثبيط امتصاص الدهون في الأمعاء.
  • في حالات السمنة الشديدة التي قد تهدّد صحة الطفل وحياته قد يلجأ الطبيب الى الحلول الجراحية إذا تعذّر عليه انقاص الوزن عن طريق تغيير انماط الغذاء والحركة والعلاج بالأدوية.

وأخيراً يجب أن لاننسى ضرورة اتباع اسرة الطفل كاملةً الاسلوب الصحي والعادات الصحية لتشجيع الطفل على ذلك ولجعلها اسلوب حياة يستمر معهم للأبد ويقيهم من الاصابة بالسمنة والكثير من الأمراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× تواصل معنا عبر الواتس أب