اسباب السمنه المفرطه ونسب الوفيات

تتعدد اسباب السمنه المفرطه، من العوامل الوراثية والبيولوجية إلى العادات الغذائية غير الصحية ونمط الحياة غير النشط، حيث أن السمنة المفرطة تعد واحدة من أكبر التحديات الصحية في العالم اليوم، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص في مختلف الأعمار والمجتمعات. 

بالإضافة إلى التأثير السلبي على جودة الحياة، تُعَدُّ السمنة المفرطة سببًا رئيسيًا للعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من مخاطر الوفيات. 

في هذا المقال، سنذكر الأسباب الرئيسية للسمنة المفرطة ونناقش تأثيرها على معدل الوفيات.

اسباب السمنه المفرطه

تتنوع أسباب السمنة المفرطة وتشمل عدة عوامل يمكن أن تؤثر على وزن الفرد وصحته. 

من أبرز أسباب السمنة المفرطة ما يلي:

العوامل الوراثية

يلعب العامل الوراثي دورًا كبيرًا في تحديد وزن الجسم، حيث أنه قد تكون السمنة المفرطة موروثة من الأبوين أو الأجداد، فالجين الوراثي يؤثر على كيفية تخزين الجسم للدهون وحرقها.

العادات الغذائية غير الصحية

تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة والسكريات بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن. 

نمط الحياة غير النشط

قلة النشاط البدني وممارسة الرياضة تساهم بشكل كبير في زيادة الوزن، فالجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر وقلة الحركة اليومية يمكن أن يؤديان إلى زيادة تراكم الدهون في الجسم.

العوامل النفسية

التوتر والقلق والاكتئاب يمكن أن يدفع بعض الأشخاص لتناول الطعام بكميات كبيرة كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم السلبية، فالأكل العاطفي يعتبر سببًا شائعًا لزيادة الوزن.

العوامل البيئية

البيئة التي يعيش فيها الفرد تلعب دورًا في تحديد نمط حياته وغذائه، عدم توفر الخيارات الغذائية الصحية أو الأماكن لممارسة الرياضة يمكن أن يساهم في زيادة معدلات السمنة.

الأدوية والعلاجات الطبية

بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية السكر والمنشطات يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن كأحد الآثار الجانبية.

الحالات الطبية

بعض الحالات الصحية مثل قصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ يمكن أن تسبب زيادة الوزن بشكل غير طبيعي.

قلة النوم

الأبحاث تشير إلى أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن عن طريق التأثير على الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشبع.

التفاعل بين هذه العوامل يمكن أن يكون معقدًا، وفي كثير من الأحيان يكون من الصعب تحديد سبب واحد للسمنة المفرطة.

مفاهيم حول اسباب السمنه المفرطه

كثيراً ما كنّا نسمع في السابق أنّنا نعيش لزيادة الوزن، وأنّه كلما زاد الوزن دل ذلك على صحة الإنسان وحياته الرغدة. 

ولكن مع زيادة الوعي الصحي حول خطر زيادة الوزن والسمنة وضرورة تجنبها والوقاية منها أصبحت الأنظار الطبية موجهة نحو السمنة بشكل كبير نظراً لارتباطها بالكثير من الأمراض الخطيرة.

فلم تعد الأبحاث تُنشر فقط للوقاية من السمنة كونها تشويهاً لجمال الجسد فحسب، بل لتسليط الضوء على مخاطرها وارتباطها الوثيق بارتفاع معدلات ونسب حدوث حالات الوفاة خاصةً في الأعمار المبكّرة.

ماذا تقول الدراسات حول اسباب السمنه المفرطه؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ السمنة تعتبر من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.

وتعد واحدة من أكثر أمراض القرن الحادي والعشرين خطورة نظراً لارتباطها بحدوث العديد من الأمراض المهددة لحياة الإنسان، مثل:

  • أمراض القلب والشرايين.
  • ارتفاع سكر الدم.
  • أمراض الغدد الصمّاء.
  • النقرس.
  • أمراض العظام و المفاصل.
  • أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي.
  • أمراض السرطان وغيرها.
  • بالإضافة إلى مضاعفاتها النفسية والاجتماعية على الشخص الذي يعاني منها.

نسب الوفيات المرتبطة بالسمنه المفرطه

بحسب الدراسات التي أجريت منذ عام 1970 وحتى عامنا الحالي في حوالي 32 دولة مختلفة حول العالم.

فمن الملاحظ أنّ معدل الوفيات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن، ففي دراسة نُشرت بتاريخ 3/7/2016 والتي أجرتها مجموعة من باحثي جامعة هارفرد بالتعاون مع مجموعة من باحثي جامعة كامبردج.

والتي اعتمدت على الربط ما بين مؤشر كتلة الجسم (والذي يتم حسابه بتقسيم وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول) وخطر حدوث الوفاة، كانت النتائج كالتالي:

  • يشكل خطر حدوث الوفاة حوالي 7% إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 25 – 27.5.
  • يشكل حوالي 20 % إذا كان مؤشر كتلة الجسم 27.5 – 30.
  • حوالي 45 % إذا كان مؤشر كتلة الجسم 30 – 35.
  • حوالي 94 % لمؤشر كتلة الجسم 35 – 40.
  • أمّا إذا كان مؤشر كتلة الجسم 40 < 60 فيصبح الخطر ثلاثة أضعاف تقريباً.

وبهذا نستنتج: أي أنه لكل 5 وحدات أعلى من 25 يزيد خطر حدوث الوفاة المبكرة بنسبة 31% وكذلك الحال بالنسبة لزيادة نسبة حدوث الأمراض المرتبطة بالسمنة.

وهنا كانت المفارقة حيث أن نتائج الأبحاث ناقضت ما كان متداولاً بين الناس من أفكار حول أن زيادة الوزن تعكس صحة الجسم الجيدة.

اضرار السمنه المفرطه

ذكرنا في البداية أن السمنة مرتبطة بالأمراض الخطيرة والمزمنة ومنها أمراض القلب والشرايين والسكري.

فزيادة الوزن تشكّل عبئاً ثقيلاً على عضلة القلب وعلى الرئتين فيتضاعف الجهد المبذول لتؤدي هذه الأعضاء وظائفها.

اقرأ أيضًا: تكلفة تصغير المعدة في الأردن

اضرار السمنه المفرطه بسبب أمراض القلب

إن طبيعة الوجبات المسببة لحدوث السمنة هي وجبات غنية بالدهون والكربوهيدرات، والتي تؤدي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتراكم الدهون في الأوعية الدموية، الأمر الذي قد يؤدي إلى:

  • تصلب الشرايين.
  • الاصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة خطر حدوث الجلطات.
  • توقف عضلة القلب المفاجئ. 

اضرار السمنه المفرطه بسبب مرض السكري

بالنسبة لمرض السكري فإن زيادة الوزن تؤدي إلى حدوث خلل في عدد مستقبلات الأنسولين، فتؤدي إلى مشكلة في إفرازه واستقبال الخلايا له.

مما يؤدي إلى تقليل نسبة حرق السكر مما يرفع من نسبته في الدم. 

وهناك الكثير من الامراض المرتبطة بالسمنة كأمراض الغدد الصمّاء والمفاصل وغيرها.

نصائح للتقليل من خطر اسباب السمنه المفرطه

من هنا لا بدّ من دق ناقوس الخطر لكل مصاب بالسمنة لاتخاذ وسائل محاربتها والوقاية منها، مثل:

  • اتباع النمط الغذائي السليم.
  • ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية الكفيلة بحرق السعرات الحرارية والدهون الزائدة لتجنب تراكمها. 
  • ولا نغفل عن الأسباب الأخرى للسمنة كالأمراض ومحاولة تشخيصها وعلاجها وعدم إهمالها، خاصة تلك المرتبطة منها بالجينات والوراثة.

الختام حول اسباب السمنه المفرطه

لو نظرنا إلى كبار السن حولنا ممن يتمتعون بالصحة الجيدة، أو الأشخاص المعمرين بشكل عام قلّ ما ندر أن نجدهم من الأشخاص البدينين.

وهذه الملاحظة كفيلة بحد ذاتها بأن تجعل من يعاني من السمنة يتوجّه إلى تخفيض وزنه باتباع الوسائل الصحية السليمة.

وفي النهاية لا بد أن نؤكد ونتذكّر دائماً بأن السمنة هي أحد أمراض العصر الحديث، ولكي نحمي أنفسنا ونحمي من حولنا، علينا أن نطبّق وسائل الوقاية منها ونحارب أسبابها في المجتمع لنعيش حياة أطول بصحة وعافية.

اقرأ أيضًا: مقارنة بين تكميم المعدة والإجراءات الجراحية الأخرى لعلاج السمنة في الأردن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× تواصل معنا عبر الواتس أب