التكميم والمرارة: هل يمكن أن تتكون حصوات المرارة بعد عمليات السمنة؟

التكميم والمرارة: يعتبر التكميم أحد أكثر العمليات الجراحية شيوعًا لمكافحة السمنة المفرطة وتحقيق فقدان الوزن المستدام. 

ومع ذلك، قد يواجه المرضى بعد العملية تحديات صحية جديدة، من بينها تكوّن حصوات المرارة. 

إن فقدان الوزن السريع والتغييرات في النظام الغذائي يمكن أن يؤديان إلى زيادة خطر تكوّن هذه الحصوات. 

في هذا المقال، سنستكشف العلاقة بين التكميم والمرارة، ونبحث في الأسباب التي قد تؤدي إلى تكوّن حصوات المرارة بعد عمليات السمنة، بالإضافة إلى الطرق الوقائية التي يمكن أن تساعد في إدارة هذه الحالة.

نبذة حول التكميم والمرارة

يتعرض نسبة من المرضى الذين أجروا عمليات السمنة إلى تكوّن حصوات في المرارة، حيث أنه من المعروف أن حصوات المرارة يمكن أن تتكون بعد أي فقدان سريع للوزن، سواء كان ذلك عن طريق الرجيم أو إجراء عمليات السمنة. 

هذا يعود إلى التغيرات التي تطرأ على الجسم خلال عملية فقدان الوزن، حيث يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة تركيز الكوليسترول في الصفراء، مما يزيد من احتمالية تكوّن الحصوات. 

لذلك في بعض الأحيان، قد يضطر المريض إلى الخضوع لعملية استئصال المرارة نتيجة لهذه الحصوات. 

نسبة تكون حصوات المرارة بعد عمليات التكميم

قد تتكون حصوات المرارة بعد عمليات تحويل المسار بنسبة تقارب 50% من المرضى، وقد يحتاج 15- 25% منهم إلى تدخل جراحي لاستئصال المرارة. 

بالنسبة لعمليات التكميم، تتكون حصوات المرارة عند حوالي 15% من المرضى، ويحتاج 25% من هؤلاء المرضى إلى إجراء عملية استئصال المرارة.

التكميم والمرارة: ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تكون حصوات المرارة بعد عمليات السمنة؟

تعود الأسباب المحتملة لتكوّن حصوات المرارة بعد عمليات السمنة إلى عدة عوامل مرتبطة بالتغيرات في الجسم وعملية فقدان الوزن السريعة. 

من بين هذه الأسباب:

فقدان الوزن السريع

يؤدي فقدان الوزن السريع إلى زيادة تركيز الكوليسترول في الصفراء، مما يسهل تكوّن الحصوات.

التغيرات الهرمونية

تؤثر عمليات السمنة على مستويات الهرمونات في الجسم، مما يمكن أن يؤثر على تكوين الصفراء ويزيد من خطر تكوّن الحصوات.

قلة تناول الدهون

بعد عمليات السمنة، يقل تناول الدهون بشكل كبير، مما يقلل من إفراز الصفراء وبالتالي يزيد من تركيزها ويؤدي إلى تكوّن الحصوات.

التغيرات في حركة الأمعاء

قد تؤثر عمليات السمنة على حركة الأمعاء والجهاز الهضمي، مما يزيد من احتمال تكوّن الحصوات.

التغذية غير المتوازنة

اتباع نظام غذائي غير متوازن بعد العملية يمكن أن يساهم في تكوين الحصوات، خاصة إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى العناصر الغذائية الضرورية.

الجفاف

عدم شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يزيد من تركيز الصفراء ويزيد من خطر تكوّن الحصوات.

التكميم والمرارة : أعراض تكون الحصوات بعد عمليات السمنة

تظهر أعراض المرارة عادة بعد ثلاثة أشهر من الخضوع لعمليات السمنة، وتشمل:

  • آلام حادة في البطن، تمتد إلى الكتف الأيمن.
  • استفراغ.
  • الغثيان.

تتطلب هذه الأعراض اهتمامًا طبيًا فورياً لتجنب المضاعفات وضمان صحة المريض.

اقرأ أيضًا: أسباب السمنة المفرطة ونسب الوفيات

التكميم والمرارة : الطرق العلاجية والوقائية لمنع تكون حصوات المرارة بعد عمليات السمنة

منع تكوّن حصوات المرارة بعد عمليات السمنة يتطلب اتخاذ عدة إجراءات وقائية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتجنب المشاكل المرتبطة بفقدان الوزن السريع. 

إليك بعض الطرق العلاجية والوقائية الفعالة:

تناول الأدوية الموصوفة

قد يصف الطبيب أدوية تحتوي على حمض الأورسوديوكسيكوليك (Ursodeoxycholic acid) الذي يساعد في منع تكوّن الحصوات.

اتباع نظام غذائي متوازن

ينصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة تحتوي على كميات متوازنة من البروتينات، الدهون الصحية، والكربوهيدرات.

ويفضل تجنب الحميات الغذائية القاسية التي تؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة كبيرة.

تناول الدهون الصحية

تضمين الدهون الصحية في النظام الغذائي مثل زيت الزيتون والمكسرات، يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الصفراء وتقليل خطر تكوّن الحصوات.

شرب كميات كافية من الماء

الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء يومياً يساعد في تخفيف تركيز الصفراء.

زيادة النشاط البدني

ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوزن المثالي ويقلل من خطر تكوّن الحصوات.

التكميم والمرارة : الالتزام بإرشادات الطبيب والفحص الدوري

اتباع جميع التعليمات والإرشادات الطبية بعد العملية الجراحية بعناية، بما في ذلك تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية.

وإجراء فحوصات دورية لمراقبة حالة المرارة والكشف المبكر عن أي مشاكل محتملة.

وتذكر أنه باتباع هذه الطرق الوقائية، يمكن تقليل خطر تكوّن حصوات المرارة بعد عمليات السمنة، مما يساعد على تحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل ويحافظ على صحة المرضى.

ختام حول التكميم والمرارة

على الرغم من أن تكوّن حصوات المرارة بعد عمليات السمنة قد يكون أمرًا شائعًا، إلا أن الالتزام بالإجراءات الوقائية يمكن أن يقلل من هذا الخطر بشكل كبير. 

من الضروري التنويه بأن الرعاية الطبية المناسبة والمتابعة الدورية مع الأطباء المختصين يمكن أن تسهم في تقليل المضاعفات المحتملة وضمان صحة المرارة بعد العمليات الجراحية للسمنة. 

وباستشارة الطبيب والالتزام بنصائحه، يمكن للمرضى المعرضين لهذا المخاطر أن يحظوا بتجربة علاجية ناجحة وأكثر راحة على المدى البعيد.

وأخيرا أقول لمرضى السمنة أنه مهما بلغت المضاعفات لعمليات السمنة فلن يكون ضررها أكثر من السمنة ذاتها على المريض.

اقرأ أيضًا: السمنة والأمراض المصاحبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× تواصل معنا عبر الواتس أب