أسباب السمنة

أسباب السمنة

أسباب السمنة : ما هي؟ تعتبر السمنة من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً في عصرنا الحالي، وهي مشكلة معقدة تتداخل فيها عدة عوامل بيئية، وسلوكية، ووراثية. 

ومع تزايد نمط الحياة الحديث الذي يتسم بقلة النشاط البدني وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، أصبحت السمنة تهديداً حقيقياً للصحة العامة. 

فهي لا تؤثر فقط على المظهر الخارجي، بل تساهم أيضاً في زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم. 

ولفهم هذه المشكلة بشكل أعمق، من الضروري استكشاف الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، حيث تختلف هذه الأسباب من شخص لآخر وتتأثر بعوامل معقدة، ما يجعل الوقاية منها وعلاجها أمراً يتطلب فهماً شاملاً وإدارة فعالة.

ما هي السمنة؟

السمنة هي حالة طبية تتميز بزيادة مفرطة في الدهون بالجسم، مما يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة العامة. 

يتم قياس السمنة عادة باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، الذي يتم حسابه عن طريق قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، وإذا كان مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى، يعتبر الشخص مصابًا بالسمنة.

ببساطة، يعتمد وزن الجسم على التوازن بين كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد وبين تلك التي يخزنها ويحرقها الجسم، ويمكن تفسير حدوث السمنة على أنها نتيجة لاضطراب في توازن الطاقة داخل الجسم، حيث تكون كمية السعرات الحرارية المتناولة من الطعام والمشروبات أكبر من كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم من خلال الأنشطة المختلفة مثل التنفس، والهضم، والحركة.

أسباب السمنة : كيف يتم قياس السمنة؟

السمنة هي حالة مرضية تتراكم فيها الدهون بشكل مفرط وغير طبيعي في الأنسجة الدهنية، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة. 

ويُعد مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index – BMI) المقياس العالمي الأمثل لتحديد حالة الجسم، حيث يُستخدم للتمييز بين النحافة، والوزن المثالي، والسمنة، وكذلك لتصنيف درجات السمنة بناءً على العلاقة بين الوزن والطول (مؤشر كتلة الجسم = الوزن بالكيلوجرام / مربع الطول بالمتر). 

يتم تطبيق هذا المقياس على جميع الفئات العمرية، مع وجود جداول تصنيف مختلفة للأطفال والمراهقين مقارنةً بالبالغين، نظرًا لاختلاف محتوى الجسم من الدهون عبر المراحل العمرية المختلفة. 

ولكن عالميًا، يتم تصنيف الشخص بوزن زائد إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 25.0 أو أكثر، وتُعتبر الحالة سمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 30.0 أو أكثر.

أسباب السمنة

تتنوع أسباب السمنة بين العوامل الوراثية، البيئية، والنمط الحياتي، إليك أبرز الأسباب:

نمط الحياة الخامل

تعتبر قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة من أهم أسباب السمنة، فقد أدى التطور التكنولوجي والتقدم في جميع مجالات الحياة إلى انتشار الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير.

مما زاد من قضاء الأفراد لساعات طويلة أمامها سواء أثناء العمل أو في أوقات الفراغ. 

كما تطورت الأجهزة الكهربائية المبرمجة، فأصبحت الأعمال المنزلية تُنجز دون بذل جهد يُذكر.

بالإضافة إلى ذلك، قلَّت ممارسة المشي بسبب الاعتماد على السيارات حتى في المسافات القصيرة. 

بالتالي البيئة الحالية التي يعيش فيها الناس تشجع على الكسل والخمول وكل هذه العوامل تساهم في زيادة معدلات السمنة.

العادات الغذائية الخاطئة

تناول الوجبات الغنية بالسكريات والدهون والكربوهيدرات، والتي تفتقر للألياف والفيتامينات والمعادن، يُعد سببًا رئيسيًا للسمنة. 

ومن العادات الغذائية الخاطئة الأخرى النوم بعد تناول الطعام مباشرة، وتناول الوجبات في أوقات متأخرة من الليل، وكذلك تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، التي تكون عادة عالية السعرات الحرارية.

العوامل الوراثية

تعد السمنة من المورثات التي تنتقل بين أفراد العائلة، حيث تزداد احتمالية زيادة الوزن لدى الأفراد إذا كان آباؤهم يعانون من السمنة.

حيث تؤثر الجينات على كمية الدهون التي يمكن للجسم تخزينها. 

بالإضافة إلى ذلك، يكتسب أفراد الأسرة عادة نفس العادات الغذائية ومستويات النشاط البدني.

فعلى سبيل المثال، يكون الطفل أكثر عرضة لزيادة الوزن إذا كان يعيش في أسرة تتناول كميات كبيرة من الطعام وذات نشاط بدني قليل.

الأسباب المرضية

في بعض الحالات، تكون السمنة ناتجة عن أمراض معينة.

على سبيل المثال، قد تصاحب أمراض الغدة الدرقية، مثل نقص إفراز هرمون الثيروكسين، أو مشاكل الغدة الكظرية مثل زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، زيادة في الوزن. 

كما يمكن أن ترتبط السمنة بأمراض الغدة النخامية وغيرها من الاضطرابات الصحية.

من أسباب السمنة الأدوية

يؤدي تناول بعض الأدوية إلى زيادة الوزن كأثر جانبي.

وتشمل هذه الأدوية: الكورتيزون، موانع الحمل، أدوية الحساسية، الأدوية النفسية، وأدوية الاكتئاب.

الحالة النفسية من أسباب السمنة

يمكن أن تؤدي الحالة النفسية السيئة إلى زيادة الشهية، مما يدفع الأفراد لتناول كميات كبيرة من الطعام دون النظر إلى السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى السمنة. 

كما أن الاكتئاب في بعض الأحيان قد يدفع الأفراد لتناول الطعام بكثرة، ما يؤدي إلى زيادة مفرطة في الوزن.

قلة النوم

عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم قد يؤثر على الهرمونات التي تنظم الجوع والشبع.

مما يؤدي إلى زيادة الشهية وتناول الطعام بكميات أكبر.

أسباب السمنة : الأعراض

أعراض الإصابة بالسمنة تشمل:

  • زيادة الوزن الظاهرة على الجسم.
  • تراكم الدهون في مناطق محددة مثل: البطن والأرداف.
  • صعوبة في التنفس أثناء القيام بالأنشطة البدنية.
  • التعب والإرهاق السريع.
  • آلام المفاصل والظهر.
  • التعرق المفرط.
  • مشاكل في النوم، مثل: توقف التنفس أثناء النوم.
  • مشاكل صحية مزمنة، مثل: ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

طرق علاج أسباب السمنة

علاج هذه المشكلة يعتمد على تعدد العوامل المرتبطة بالوزن الزائد ويشمل:

التغذية المتوازنة

من خلال اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وغني بالعناصر الغذائية.

وتناول وجبات متوازنة تشمل الفواكه والخضروات، البروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة.

مع الحرص على تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة.

ممارسة الرياضة

ينصح بزيادة مستوى النشاط البدني تدريجياً للوصول إلى حد أدنى من 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعياً.

والقيام بنشاط بدني منتظم مثل المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة.

تعديل السلوك

اتباع استراتيجيات لتغيير العادات الغذائية والسلوكية مثل تناول الطعام ببطء والاهتمام بحجم الحصص.

بالإضافة إلى استخدام تقنيات التحكم في الشهية وتحديد الأهداف الواقعية.

العلاج الطبي

يمكن استخدام أدوية إنقاص الوزن تحت إشراف طبي، مثل مثبطات الشهية أو أدوية تمنع امتصاص الدهون.

الجراحة

اللجوء إلى العمليات الجراحية مثل عملية تكميم المعدة، تحويل مسار المعدة، أو جراحة بالون المعدة في الحالات التي لا تنجح معها العلاجات الأخرى.

ولكن يجب استشارة الطبيب المتخصص لتحديد الخيار المناسب وتقييم المخاطر والفوائد.

خاتمة حول أسباب السمنة

في ختام حديثنا عن أسباب السمنة، يتضح أن هذه الحالة الصحية تتأثر بعدة عوامل متشابكة.

بما في ذلك أنماط الحياة غير النشطة، العادات الغذائية السيئة، العوامل الوراثية، الأمراض، وبعض الأدوية والحالة النفسية. 

فهم هذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو معالجة السمنة بفعالية.

يجب أن يتخذ الأفراد خطوات نشطة لتغيير نمط حياتهم من خلال تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني، بالإضافة إلى التعامل مع العوامل النفسية والوراثية بطرق مدروسة. 

اقرأ أيضًا: عملية تكميم المعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

× تواصل معنا عبر الواتس أب