تشهد عمليات قص المعده في أيامنا الحالية اقبالاً متزايداً من قبل الأطباء والمرضى، فهي تعد من العمليات الجراحية البسيطة مقارنة بغيرها من جراحات السمنة، ويبقى تحديد نوع العملية المناسبة للمريض واختيار الحل الجراحي الأمثل هو قرار الطبيب الجرّاح وفقاً لتقييمه لمريض السمنة من حيث طبيعة جسمه ومؤشر كتلة الجسم والامراض التي يعاني منها وغيرها الكثير من الامور التي تلعب دوراً هاماً في اختيار العملية المناسبة.
يقوم الطبيب خلال عملية قص المعده بقص واستئصال حوالي ثلثي المعدة لتصبح بعدها بحجم وشكل الأنبوب أو بشكل ثمرة الموز، فتقل بذلك كميات الطعام التي يمكن أن تستوعبها المعدة، وهذا من شأنه أن يقلل بشكل كبيرمن كميات الطعام التي يتناولها الشخص فيصل إلى حالة الشعور بالشبع بسرعة كبيرة، وكذلك يقل إفراز هرمون الجوع الذي يأمر الجهاز العصبي بفتح الشهية، حيث أن الطبيب يقوم باستئصال المنطقة المحتوية على الغدد المفرزة لهذا الهرمون ليبدأ بعدها المريض بفقدان وزنه بشكل تدريجي إلى أن يصل إلى الوزن المثالي بعد اتباع الحمية وممارسة الرياضة، وتغيير سلوكه الغذائي بشكل كامل بعد إجراء العملية، ليصبح بعدها نظام حياة أبدي للمحافظة على النتائج التي تم الحصول عليها.
تتضمّن عمليات قص المعده قيام الطبيب بعمل عدة ثقوب في بطن المريض واستخدام كاميراصغيرة لترشده خلال العملية التي يقوم فيها بقص المعدة بشكل طولي ثمّ تدبيسها وازالة الجسم المنفصل بعدها من المعدة خارج الجسم.
بشكل عام تعتبر عمليات قص المعده آمنة نسبياً إلا أن الامر لا يخلو من حدوث بعض المضاعفات أحياناً، ومنها التسريب أو النزيف، وتحدذ هذه المضاعفات بسبب فشل عملية التدبيس بعد القص، حيث أن عملية القص يتبعها تدبيس المعدة باستخدام الدبّاسات الجراحية للحفاظ على ما تبقّى من المعدة محكم الاغلاق. وتحدث مشاكل فشل التدبيس عند حوالي 1-3 % من المرضى التكمّمين، والذي يعتمد على المعدات المستخدمة لذلك و مهارة الطبيب الجرّاح، وفي بعض الأحيان قد يكون السبب هو مشكلة في النسيج نفسه الذي يتم عليه التدبيس.
ولأنّ معظم مضاعفات العملية تحدث بسبب فشل عملية التدبيس بعد القص، كان لا بد للأطباء من الإهتمام المضاعف بها من حيث اتقانها و اختيار واعتماد أفضل المعدّات لإجراءها، قديماً كان يلجأ الأطباء إلى تدعيم خط التدبيس باستخدام مواد داعمة، ومنهم من كان يلجأ إلى تدعيم خط التدبيس بالخياطة التغليفية للمعدة المكمّمة، غير أنّ مجموعة كبيرة من الأطباء رفضوا فكرة الخياطة لتجنب الحاق الضرر بالمريض لما لها من مضاعفات يصعب التعامل معها وحلّها.
ظهرت مؤخراً العديد من التقنيات الحديثة في عمليات التدبيس والتي تم اثبات أمانها وفعاليتها في العديد من الدراسات وأصبحت معتمدة بشكل كبير من قبل الأطباء حالياً، ففي دراسة أجريت ما بين 2011 إلى 2013 على مجموعة من المتكمّمين وكان الهدف منها متابعتهم من حيث نسبة حدوث الآثار الجانبية بعد العملية باستخدام تقنية تدبيس جديدة بأداة تسمّى Tri-staple وهي ذات تصميم ثلاثي “دبّاسة ثلاثية” من شركة Covidien والتي تحتوي على ثلاثة صفوف من الدبّاسات مختلفة الأحجام تقوم بتدبيس المعدة بطريقة تزيد من التحكم بنسبة الضغط على جدار المعدة وبالتالي تقلل حدوث التسريب والنزيف وتغني عن استخدام المواد الداعمة كما كان في السابق.
رغم أنّ تقنية الدبّاسة الثلاثية تعتبر الأغلى سعراً بين تقنيات التدبيس إلّا أنّها الأكثر أماناً والأفضل عالمياً، حيث أنّ استخدامها قلّل بشكل كبير وملحوظ من نسبة فشل عمليات التدبيس وحدوث التسريب ليصل إلى حوالي 2% فقط، إضافة إلى أنّ عمليات قص المعده التي تُجرى باستخدامها أعطت نتائج رائعة في تخفيض وزن المرضى دون مضاعفات.
وأخيراً لا بدّ أن نؤكّد على جميع المرضى بضرورة المتابعة مع ألطبيب واعتماد رأيه فهو الوحيد الاقدر على تحديد طريقة اجراء العمليات والمعدّات المناسبة، وكذلك فإن المراجعات الدورية خصوصاً خلال الأشهر الأولى بعد العملية يساعد المريض في الحصول على النتائج المرجوّة وللاطمئنان والتأكد من عدم حصول الآثار الجانبية، وتفاديها بسرعة في حال حدوثها لا سمح الله.